2022
10/25
دور قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دفع عجلة الاقتصاد المصري

بواسطه: عبد الرحمن المواوي



img

​مُعدل نمو القطاع أعلى من مستوى نمو الناتج المحلي الإجمالي في مصر: 16.3٪ في 2020/2021

منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، خطت مصر خطوات كبيرة في تطوير تكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية للاتصالات. واستثمرت الدولة بشكل كبير في توسيع رقعة الوصول إلى خدمات الانترنت ذات النطاق العريض broadband وبناء مراكز البيانات data centers وتدريب المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات. وقد آتت هذه الاستثمارات ثمارها، حيث عززت الاقتصاد المصري وجعلت منها وجهة رائدة إقليميًا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وتعمل الشركات في مصر بشكل متزايد على تطبيق اتجاهات تكنولوجيا المعلومات الحديثة في تحسين كفاءة انتاجها وتعظيم قدرتها التنافسية في الأسواق. فعلى سبيل المثال، تستخدم العديد من الشركات والأعمال خدمات وتطبيقات الحاسب والمحمول المعتمدة على الحوسبة السحابية من أجل تقليل تكاليف التشغيل والإنتاج وتعزيز التعاون بين الأفراد العاملين بها وعملائها.

كما تستخدم الحكومة المصرية أيضًا تكنولوجيا المعلومات لتحسين الخدمات العامة المقدمة إلى الجمهور. وعلى سبيل المثال، أطلقت الحكومة مؤخرًا منصة مصر الرقمية، وهي مشروع ضخم يُقدم خدمات إلكترونية للجمهور من الأفراد والشركات عبر الانترنت.

وتتميز صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بنمو هائل في مصر بمعدل حوالي 16.3٪، متفوقة بذلك على جميع القطاعات الاقتصادية الأخرى طوال العام المالي 2021/2022. وحافظ القطاع على الصدارة باعتباره الأعلى نمواً من القطاعات الأخرى للعام الرابع على التوالي؛ من خلال مرونة أداء عالية على الرغم من حالة الانكماش والاضطراب في الاقتصاد العالمي.

ويقدم القطاع 280 ألف فرصة عمل نظرًا لدعمه في زيادة عدد الشركات متعددة الجنسيات التي تتخذ من مصر مقرًا لأعمالها والنمو الكبير في صادرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي بلغت 4.9 مليار دولار في 2021/2022. وبالاستفادة من الموقع الجغرافي المحوري، وحقل المواهب والكفاءات (والذي يتميز بمُعدلات استنزاف* منخفضة بين 10 و15٪)، وقدرة تنافسية عالية من حيث التكلفة والدعم الحكومي، توجه الشركات سريعة النمو انتباهها إلى مصر كمركز قوة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة.


عملت الحكومة المصرية بجد خلال السنوات القليلة الماضية على تطوير اقتصادها وجذب الاستثمارات الأجنبية. وكان جزء أساسي من هذا الجهد هو إطلاق العديد من البرامج التي تهدف إلى تعزيز نمو الشركات الصغيرة والشركات الناشئة في قطاع تكنولوجيا المعلومات.

ومن بين تلك المبادرات تأسيس مركز الابداع التكنولوجي وريادة الأعمال (المعروف باسم TIEC) في عام 2010 بهدف تقديم الدعم وتوفير الموارد لشركات تكنولوجيا المعلومات الناشئة في مراحلها المبكرة. وتستطيع الشركات الاستفادة من مركز TIEC عبر مجموعة متنوعة من الخدمات، بما في ذلك مساحات العمل المشتركة والإرشاد والتوجيه وفرص التمويل.

قم بزيارة الموقع الالكتروني لمركز TIEC من هنا

وتم تصميم مبادرة مجمعات الابداع iCi لتمكين الابتكار وريادة الأعمال من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص (PPPs) وفي مناطق التكنولوجيا المتخصصة المنتشرة بشتى محافظات مصر. وتضم مجمعات الابداع جامعات وشركات خاصة ومراكز ريادة أعمال ويتعاون القائمين على تلك الجهات في نطاق عمل محدد وفي نطاق منطقة جغرافية بعينها لتقديم منتجات وخدمات مبتكرة عالية القيمة تخدم المجتمع محليًا ويتم تصديرها إلى الأسواق العالمية.

تعرف أكثر على مجمعات الابداع في مصر

وعلى صعيد أخر، أطلقت مبادرة التعاون بين الشركات والجهات البحثية ITAC بهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ITIDA برنامج المشروعات المشتركة الممولة CFPs بهدف تعزيز التعاون بين الشركات والجامعات للإسهام في بناء اقتصاد مبتكر مبني على المعرفة وتأسيس روابط وثيقة بين شركاء الصناعة وشركاء البحث لصالح المجتمع.

تصفح المزيد حول مشروعات Collaborative Funded Projects البحثية وأنواعها ومجالاتها ومزاياها وأهدافها ومعايير القبول بها أو من خلال البريد الالكتروني ITAC@itida.gov.eg

وقد استفاد القطاع من التركيبة السكانية للبلاد، مع وجود عدد كبير من الشباب وتنامي الطبقة المتوسطة. مما أدى إلى زيادة الطلب على منتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن يجعل الموقع الاستراتيجي من مصر بوابة إلى دول قارة إفريقيا والشرق الأوسط، الأمر الذي يوفر فرص كبيرة للنمو.

يعتبر الدور الذي يلعبه قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الدفع بعجلة الاقتصاد المصري مُهم للغاية. ويتمتع هذا القطاع بقدرات كبيرة لتحويل اقتصاد البلاد وخلق فرص جديدة للشركات ورواد الأعمال. كما يُمكن لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن تساعد الشركات المصرية على أن تكون أكثر تنافسية وكفاءة وابتكارًا. ويجب أن تستمر الحكومة المصرية في الاستثمار في تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وخلق بيئة مواتية لنموه.

---------------------------------------------------------

* يشير معدل الاستنزاف Attrition rate إلى دوران الموظفين ويعرف بأنه حساب عدد الأفراد أو العناصر التي تخرج من المؤسسة خلال إطار زمني محدد ويستخدم المصطلح لتحديد قدرة المؤسسة على الاحتفاظ بموظفيها