هل تصبح مصر مركزا لتصدير خدمات تصميم أشباه الموصلات والدوائر الإلكترونية؟ ..«تقرير»

AR/29-1-2024

تراهن الحكومة ممثلة فى وزارة الاتصالات وذراعها التنموية هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا" على تحويل مصر إلى مركز عالمي لخدمات البحث والتطوير الهندسي والتي تشمل خدمات الأنظمة المدمجة وتصميم الإلكترونيات ومنها أشباه الموصلات والدوائر الإلكترونية المتكاملة إلى دول العالم.وباتت صناعة أشباه الموصلات على المحك في الآونة الأخيرة بين الصين وتايوان والدول الغربية والأوروبية لما لها من أهمية قصوى حيث تعد مكونا اساسيا في مختلف مكونات الأجهزة الإلكترونية والسفن والطائرات والأسلحة.وتولي وزارة الاتصالات و"إيتيدا" اهتماما ملحوظا منذ الوهلة الأولي بتعظيم الاستفادة من الكوادر المصرية المتخصصة في المجالات ذات القيمة المضافة والعائد الاقتصادي المرتفع والتي تعد على رأس خدمات التعهيد ذات العوائد الدولارية الضخمة، مثل خدمات تصميم الدوائر الإلكترونية والبرمجيات المدمجة وتكنولوجيا النقل، سواء على مستوي تدريب وتأهيل الكوادر البشرية فى مجالات تصميم الإلكترونيات وأشباه الموصلات والأنظمة المدمجة وحلول تكنولوجيا السيارات، أو إتاحة حوافز وتسهيلات لدعم الشركات المحلية أو استقطاب كبري الشركات العالمية للسوق المصرية أو زيادة حجم القائمة منها فعليا.

مصر تصنع الإلكترونيات

تصدرت صناعة تنمية تصميم وتصنيع الإلكترونيات أجندة وزارة الاتصالات بداية من عام 2015 عندما تم إطلاق مبادرة مصر تصنع الإلكترونيات والتى تعرف اختصارا باسم(EME)  وتستهدف التركيز علي شقين أولهما تصميم وإنتاج الدوائر والأنظمة الإلكترونية ذات القيمة المضافة العالية والمدعومة بمستوى عالٍ من الدعم الفني، بينما يتمثل الآخر في إنشاء صناعة إلكترونيات كثيفة العمالة.

كما تستهدف المبادرة جذب المستثمرين لتصنيع منتجات إلكترونية واعدة، تتميز بعوائد عالية وسريعة، وتتسم بالطلب المتزايد في الأسواق المحلية والاقليمية ، ووضعت عددا  من المستهدفات الرئيسية في مجال تصنيع الإلكترونيات، تشمل تمكين البحث والتطوير والابتكار، وتعزيز التعاون بين الصناعة والأوساط الأكاديمية، فضلًا عن تشجيع الصادرات وتعظيم الاستفادة من الاتفاقيات التجارية المصرية.

احصائيات عالمية

تتوقع مجموعة IMARC للابحاث وصول حجم سوق صناعة أشباه الموصلات عالميا يصل 150.4 مليار دولار بحلول عام 2028 بزيادة 4.9% سنويا، مع نمو معدل الطلب المتزايد على الأجهزة الإلكترونية عالية السرعة، وانتشار خدمات تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات، والأجهزة الفعالة في استهلاك الطاقة، التقدم في مجال السيارات، تبني إضاءة LED، والتطبيقات الناشئة مثل إنترنت الأشياء والطاقة المتجددة

قصص نجاح محلية وعالمية

هذه الجهود الملوسة، اسفرت عن ظهور قصص نجاح كبيرة خلال السنوات الماضية على صعيد زيادة حجم أعمال الشركات المصرية واستقطاب العالمية منها للسوق المصرية ومنها شركة فاليو الفرنسية عام 2006، بالإضافة إلى استحواذSynopsys  الأمريكية المتخصصة في برمجيات تصميم الالكترونيات، عام 2015 علي تكنولوجيا Bluetooth® Smart wireless IP solution الخاصة بشركةSilicon vision  المصرية المتخصصة في مجال تصميم دوائر الاتصالات اللاسلكية والالكترونيات.

ويتجسد الدعم الذي توفره " إيتيدا " فى صورة دعم للصادرات الرقمية، أو تدريب وتأهيل للكوادر البشرية ومنحهم شهادات دولية معتمدة مثل مختبر برمجيات السيارات على غرار ما يقدمه مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات SECC التابع للهيئة.

يشار إلى أن النصف الثاني من 2023 شهد توقيع "إيتيدا" عدة مذكرات تفاهم مع كيانات عالمية للاستثمار أو توسيع نطاق أعمالها فى مصر كان آخرها الاتفاق مع شركة "سيمنز" لتطوير برمجيات الصناعات الرقمية لزيادة أعمال التصميم الإلكتروني وعمليات البحث والتطوير في التكنولوجيات المتقدمة بمركز الشركة في مصر.

بالإضافة إلى اعلان شركة لوكسوفت luxoft  لتطوير البرمجيات عن توسعها في السوق المصرية وتدشين مقر جديد لها بمنطقة القاهرة الجديدة وذلك في ضمن خطة طموح تعمل الشركة علي تنفيذها بالتعاون مع " إيتيدا "

بينما قررت "فيكيل إيفو" الإلمانية لحلول برمجيات وتكنولوجيا السيارات عن افتتاح مكتب جديد لها فى منطقة الشيخ زايد بمدينة السادس من أكتوبر، يضم نحو 75 مهندس متخصص في مجال اختبار برمجيات ووحدات التحكم الإلكتروني بالسيارات ECUs.

تصريحات حكومية متفائلة

وطبقا للدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات فى تصريحات سابقة، تستهدف الحكومة في مصر مضاعفة الصادرات الرقمية من منتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتصميم الإلكترونيات والبرمجيات المدمجة لتصل إلى 9 مليار دولار بنهاية 2026، بما يعزز من مكانة مصر كمركز للخدمات ذات القيمة المضافة والخدمات القائمة على المعرفة، وتوفير فرص عمل نوعية وكثيفة للشباب المصري من خلال جذب المزيد من الاستثمارات إلى القطاع ودعم المستثمرين الحاليين للتوسع في مراكزهم في مصر.

و يعمل في مصر ما يزيد عن 70 شركة عالمية ومحلية متخصصة في مجالات تصميم الإلكترونيات والأنظمة المدمجة وتطوير الدوائر المتكاملة وأشباه المواصلات واختبار برمجيات الرقائق الإلكترونية والتي تقوم بتصدير خدماتها للخارج، حيث توظف أكثر من 8000 مهندس متخصص في هذه القطاعات الواعدة، بحسب بيانات هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات.

كما نجحت الوزارة أيضا فى استقطاب القمة الأولي للتحالف العالمى لأشباه الموصلات  "جى إس إيه مصر"GSA- Egypt

يشار إلي أن  التحالف العالمى لأشباه الموصلات  هو(Global Semiconductor Alliance) منظمة صناعية رائدة تجمع القادة والمتخصصين فى مجالات أشباه الموصلات والبرامج والحلول والأنظمة والخدمات بهدف إنشاء نظام بيئى تقنى عالمى فعال ومستدام ومربح.

 وتضم أكثر من 300 عضو من الشركات، بما فى ذلك أكثر من 120 شركة حكومية، وتوفّر منصة يتفاعل من خلالها المديرين التنفيذيين والشركاء والعملاء للابتكار وتسريع نمو القطاع وتعزيز العائد الاستثمارى والفكرى. ويمثّل أعضاء "جى إس إيه" (GSA) نحو 70 % من قطاع أشباه الموصلات الذى تفوق قيمته 500 مليار دولار أمريكى.

المهندس أحمد الظاهر، رئيس إيتيدا ، قال إن  الهيئة تضع صناعة وتصميم الإلكترونيات على رأس أولوياتها كواحدة من أهم الصناعات التكنولوجية الرئيسية عالميًا والتى تساهم فى تعزيز النمو الاقتصادي.

وأكد الظاهر ان إيتيدا تسعى من خلال استراتيجية مصر الرقمية لصناعة التعهيد 2022-2026، والتى تم إطلاقها فى فبراير 2022، لمضاعفة حجم الصادرات من منتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات العابرة للحدود والترويج لمصر كمقصد جاذب لمقدمى خدمات تصميم الإلكترونيات وخدمات القيمة المضافة واختبار الجودة والأنظمة المدمجة وتعزيز تنافسيتها العالمية فى هذا القطاع الواعد.
المصدر


أخبار ذات صلة