شهد قصر غرناطة التاريخي بالقاهرة، الذي أعيد ترميمه وتطويره ليصبح مركزًا ثقافيًا ومجتمعيًا متكاملًا، انطلاق فعاليات قمة تكني للتكنولوجيا وريادة الأعمال 2025، وذلك ضمن "أسبوع الابتكار في مصر 2025"، بمشاركة هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا).
وجاءت الجلسة الافتتاحية للقمة بحضور واسع من قيادات حكومية وخبراء القطاع والمستثمرين ورواد الأعمال، حيث شارك كل من الدكتور/ محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، والمهندس/ أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، والسفير/ داج يولين دنفيلت، سفير مملكة السويد لدى مصر، والأستاذ/ طارق القاضي، الرئيس التنفيذي لقمة تكني، والأستاذ/ أحمد الألفي، رئيس مجلس إدارة شركة سواري فنتشرز، والأستاذ/ لؤي الشواربي، الشريك المؤسس لمكتب الشواربي للمحاماة، والدكتور/ هيثم حمزة، القائم بأعمال رئيس مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات. كما حضر مجموعة من المستثمرين ورواد الأعمال والخبراء المتخصصين، إلى جانب ممثلين عن صناديق الاستثمار والحاضنات التكنولوجية ومسرعات الأعمال من القطاعين الحكومي والخاص.
وفي كلمته خلال القمة، أكد المهندس/ أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، أن الاستثمار في العقول والطاقات الشابة هو الركيزة الأساسية لبناء مستقبل مصر الرقمي، مشيرًا إلى أن مئات الآلاف من الخريجين ينضمون سنويًا إلى سوق العمل، من بينهم عشرات الآلاف من أصحاب المهارات المتقدمة في مجالات الهندسة والتكنولوجيا.
وأوضح الظاهر أن الهيئة تعمل على ضمان جاهزية هؤلاء الشباب لمختلف مسارات الاقتصاد الرقمي سواء بالانضمام للشركات العالمية والمحلية، أو ممارسة العمل الحر، أو تأسيس شركات ناشئة جديدة ضمن منظومة داعمة لريادة الأعمال. ويعكس هذا التوجه إيمان الهيئة بأن وفرة المهارات والكوادر البشرية لا تتركز في القاهرة وحدها، بل تنتشر في مختلف المحافظات.
وأضاف الظاهر أن جهود وأنشطة الهيئة توسعت عبر شبكة مراكز الإبداع وريادة الأعمال (كريتيفا) والتي زادت من 3 مراكز فقط في 2016 إلى 18 مركزًا اليوم، بما يوفر منصة وطنية للشباب في المحافظات لاكتساب المهارات، تطوير الأفكار، والوصول إلى المستثمرين. كما نجحت الهيئة في جذب شركاء عالميين مثل Plug and Play و500 Global لدعم الشركات الناشئة المصرية عبر مختلف مراحل النمو.
وأضاف أن الهيئة عززت برامجها بتقديم حوافز جديدة ضمن برنامج Start IT تصل إلى 480 ألف جنيه لكل شركة ناشئة، إلى جانب دعم خدمات التوظيف عبر منصات ناشئة محلية، وتوفير برامج تدريب واستشارات متخصصة لمساعدة الشركات على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، مشيرا برنامج احتضان الشركات الناشئة بالمحافظاتCreativa Incubation Program لدعم الشركات الناشئة المبكرة والذي يتيح تمويل يصل إلى 360 ألف جنيه، إلى جانب برنامج Creativa Tech Launchpad لتأهيل رواد الأعمال ومساعدتهم على صياغة خطط عمل فعالة تعزز من فرص نجاح شركاتهم الناشئة وتحويل أفكارهم إلى مشروعات ريادية قابلة للتطبيق والتنفيذ التجاري.
وأشار الظاهر إلى أن هذه الجهود بدأت تحقق نتائج ملموسة؛ ففي عام 2025 فقط، تم تدريب نحو 30 ألف شاب وشابة، بينهم 6,700 في مجالات العمل الحر، كما تم دعم أكثر من 5,300 رائد أعمال. وارتفع عدد الشركات الناشئة المدعومة أو المحتضنة ليصل إلى أكثر من 790 شركة مقارنة بـ370 فقط العام الماضي.
وأكد الظاهر أن هذا النهج المتكامل ساهم في تعزيز مكانة مصر لتصبح ضمن أفضل ثلاث دول في المنطقة في مجالي ريادة الأعمال والابتكار التكنولوجي، وهو ما يعكس نضج المنظومة وتنامي جاذبيتها أمام المستثمرين العالميين.
كما أشار إلى أن رؤية الهيئة لا تقتصر على تمكين الشباب من المساهمة بفاعلية في الاقتصاد الرقمي الحالي فحسب، بل تمتد للاستثمار في البنية التحتية المتخصصة للتقنيات العميقة وصناعات المستقبل، مثل معامل الإلكترونيات الدقيقة، وإنترنت الأشياء، ومراكز التصنيع الرقمي، ومركز الابتكار في الجيل الصناعي الرابع.
كما أبرز الظاهر الاعتراف الدولي المتزايد بالمنظومة المصرية للابتكار وريادة الأعمال، حيث أدرج مؤشر الابتكار العالمي 2025 القاهرة ضمن قائمة أكبر 100 تجمع علمي وتكنولوجي على مستوى العالم، لتكون المدينة الوحيدة من العالم العربي وإفريقيا المدرجة في التصنيف، وهو ما يؤكد مكانة مصر المتنامية كمركز إقليمي ودولي للابتكار.
واختتم الظاهر كلمته بالإشارة إلى أن قصر غرناطة التاريخي وغيره من القصور التاريخية والتي يتم استغلالها وتطويرها، الذي استضاف فعاليات القمة بعد إعادة ترميمه وتطويره، يعكس فلسفة وتوجه قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الجمع بين أصالة التراث وحيوية الابتكار، مؤكدًا أن المستقبل لا يُبنى بما نرثه فقط، بل بما نبتكره وننفذه معًا من خلال دعم الشباب ورواد الأعمال وتحويل أفكارهم إلى قصص نجاح عالمية.